بعد تيران وصنافير.. مصر تتنازل للسعودية بألفِ كيلومتر من سيناء
أعلنت المحكمةُ الدستورية العليا في مصرَ في حكمٍ غيرِ قابلٍ للطعنِ، سعوديةَ تيران وصنافير ليغلقَ بذلك ملفٌّ شهدَ حلقاتٍ من الجدالِ والتجاذبات على مدى عامين.
هديةٌ ثمينةٌ ارتأى أن يقدمَها الرئيسُ المصريُّ عبد الفتاح السيسي لضيفهِ وليِّ العهدِ السعودي محمد بن سلمان لم تقتصر على الجزيرتين بل امتدت لتشملَ منحَ ألف كيلومتر مربع من أراضي سيناء لمشروعِ نيوم الذي سيضمُّ أراضٍ داخلَ الحدودِ المصريةِ والأردنية.
وفي قراءةٍ للحدثين فلا شكَّ أنهما غيرُ منفصلين عمّا يُسمى صفقةَ القرن، فتوقيتُ زيارةِ بن سلمان للقاهرةِ مع نقلِ تبعيةِ تيران وصنافير للسعودية ليس صدفةً وهو ما يدللُ على تنسيقٍ سعوديٍّ مصريٍّ بشأنِ ملفاتٍ عديدةٍ على رأسِها ما يعرف بصفقةِ القرن، مع الإشارةِ إلى أنَّ الجولةَ الخارجيةَ لابن سلمان ستنتهي في أميركا.
الدورُ المحوريُّ لابنِ سلمان لا يخفى في مباحثاتِ صفقةِ العارِ التي قادها جاريد كوشنير صهرُ ترامب وكبيرُ المستشارينَ في البيتِ الأبيض، الذي زارَ الرياضَ لنحوِ أسبوعٍ في أكتوبر الماضي، وانتقلَ بعدَها من الرياضِ لتل أبيب حيث التقى رئيسَ حكومةِ العدوِّ بنيامين نتنياهو لذاتِ الغرض.
وإذا كانَ السيسي تنازلَ عن أراضٍ من سيناء لصالحِ مشروعِ نيوم كما يدّعي، فما علاقةُ ذلك بالتسريباتِ العبريةِ والغربيةِ التي ظهرت مؤخرًا وتحدثت عن اقتطاع أراضٍ في سيناء مقابلَ إقامةِ الدولةِ الفلسطينية؟ وإعلان وزيرِ ما يسمى المساواة الاجتماعية الصهيونية جيلا جملئيل، بأنَّ أفضلَ مكانٍ للفلسطينيينَ ليقيموا فيه دولتَهم هو سيناء.