قوات الاحتلال الاسرائيلي تغلق مكتب قناة الجزيرة في فلسطين وتنهب كل محتوياته

أكد مدير مكتب قناة الجزيرة في فلسطين وليد العمري في تصريح لـ”العربي الجديد” أنّ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ساعة مبكرة من فجر اليوم الأحد، مكتب قناة الجزيرة في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، يأتي ضمن حملة أوسع ومتصاعدة تستهدف الصحافة الفلسطينية ووسائل الإعلام، وتحاول طمس الحقيقة.

وشدد العمري على أنّ إغلاق مكتب “الجزيرة” في رام الله هو امتداد لإغلاق مكتب القناة في القدس، وحظر عملها في إسرائيل، مشيراً إلى أنّ هذا الإجراء يأتي ضمن حملة أوسع تستهدف الصحافة. وقال العمري: “من الواضح أنّ هذا يأتي ضمن قرارات هذه الحكومة المتطرفة، وأيضاً العقلية التي تتحكم فيها، لأننا عرضة للتحريض منذ بداية الحرب على غزة وما قبلها، ولكن هذا التحريض تصاعد في الآونة الأخيرة، وواضح أنّ الهدف هو طمس الحقيقة ولا يريدون لأحد أن ينقلها”.

وأشار العمري إلى أنّ القناة فقدت خمسة من صحافييها خلال السنوات الماضية، بينهم الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي قتلت في مايو/ أيار 2022، وأربعة آخرون في غزة، إلى جانب استشهاد 173 صحافياً وصحافية فلسطينية خلال الحرب على غزة التي دخلت يومها الـ352. 

وقال: “عندما تجمع ذلك، تجد صورة قاتمة وصعبة جداً، ما يؤكد أنّ هناك استهدافاً إسرائيلياً للصحافة وعلى نطاق واسع”.

في الأثناء، أوضح العمري تفاصيل عملية إغلاق المكتب، مشيراً إلى أنه حصل في تمام الثالثة فجراً بالتوقيت المحلي، حيث حاصرت قوات الاحتلال البناية التي يقع فيها المكتب قرب ميدان المنارة وسط رام الله، وانتشرت في شارع شيرين أبو عاقلة المجاور، ثم اقتحم نحو 17 جندياً المكتب ووجهوا إليه وإلى زملائه أمراً بإغلاق المكتب مدة 45 يوماً استناداً إلى قوانين الطوارئ الانتدابية لعام 1945.

وأشار العمري إلى أنّ الأمر يقول إنّ المكتب يبقى مغلقاً خمسة وأربعين يوماً، موضحاً أنه أمر عسكري، لافتاً إلى أنّ الأوامر العسكرية غير قانونية، وأن الاستناد إلى قانون الطوارئ لعام 1945 “مؤشر على عقلية استعمارية”.

وبحسب ما أفاد العمري، فإنّ قوات الاحتلال منحت الطاقم دقيقتين فقط للمغادرة، وسمحت للعاملين بصعوبة بأخذ بعض ممتلكاتهم الشخصية، قبل أن يُخرجهم الجنود من البناية والشارع. وأضاف أنّه بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، عاد فريق “الجزيرة” ليجد أنّ الباب قد أُغلق بألواح صاجية مثبتة بلحام أوكسجين، وعُلّق قرار الإغلاق باللغة العبرية، وتُركت قائمة بالمعدات التي صودرت.

واستغرب العمري حجم القوات الإسرائيلية المشاركة في الاقتحام، حيث بلغ عدد الآليات نحو 20 آلية، فيما اقتحم الجنود المكتب والبناية بأعداد كبيرة، ما يعكس حجم التحريض المتصاعد ضد “الجزيرة” منذ بداية الحرب، كما قال مشدداً على أنّ الهدف من هذه الحملة “طمس الحقيقة ومنع نقلها للجمهور”.