نتائج القمة التاريخيه بين رئيسي امريكا وروسيا ركزت علي ضرورة حماية امن اسرائيل
شهدت العاصمة الفلندية هلسنكي القمة الأولى التي وصفت بالتاريخية وجمعت بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب والتي استمرت لساعتين أقر خلالها الاثنان بوجود خلافات عميقة بين بلديهما في مختلف الملفات على رأسها الملف السوري واتفاقهما المطلق على ضرورة ضمان امن إسرائيل.
وعقب القمة عقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً اوضحا خلاله للصحفيين الملفات التي جرت مناقشتها خلال القمة، حيث نشر موقع قناة روسيا أبرز عشر نقاط في المؤتمر الصحفي والتي جاءت على النحو التالي:
( الحرب الباردة انتهت.. واللقاء الحالي “نقطة انعطاف”)
الرئيس بوتين: “إن الحرب الباردة قد انتهت منذ فترة طويلة، وأصبح عهد المواجهة الإيديولوجية الحادة بين البلدين في خبر كان، والوضع في العالم تغير جذريا… اليوم تواجه روسيا والولايات المتحدة تحديات أخرى، ومنها الإخلال بتوازن آليات الأمن والاستقرار الدولي والأزمات الإقليمية وانتشار مخاطر الإرهاب والجريمة الدولية وتنامي المشاكل في الاقتصاد العالمي”.
ووصف ترامب لقاءه ببوتين بأنه يشكل “نقطة انعطاف” في العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن “علاقاتنا مع روسيا لم تكن أسوأ مما هي الآن، لكن ذلك سيتغير بعد لقائنا الذي استمر أربع ساعات. وهذا لن يكون سهلا، لكن هذا أفضل من رفض فرصة اللقاء”.
(موسكو وواشنطن نحو توحيد الجهود لتسوية الأزمة السورية)
بوتين: “أما بخصوص سوريا فإن حل مهمة إحلال السلام والتوافق في هذا البلد قد يصبح نموذجا على العمل المشترك الناجح. وتستطيع روسيا والولايات المتحدة بلا شك أن تتوليا الدور الرائد في هذه المسألة وتنظيم التعاون لتجاوز الأزمة الإنسانية والمساعدة على عودة اللاجئين إلى ديارهم”.
كما دعا بوتين إلى ضرورة عودة الهدوء إلى منطقة الجولان والالتزام باتفاقية فك الاشتباك عام 1974 بعد القضاء على الإرهابيين بجنوب سوريا بشكل نهائي.
من جانبه أشاد ترامب بالتنسيق بين العسكريين الروس والأمريكيين في سوريا، مؤكدا اهتمام واشنطن بالتعاون مع روسيا وإسرائيل لتسوية الوضع في سوريا، مشددا على ضرورة ضمان أمن إسرائيل.
تكثيف الاتصالات بين الاستخبارات وفريق عمل لمحاربة الإرهاب
ذكر الرئيس بوتين أن روسيا اقترحت على الولايات المتحدة إعادة إطلاق فريق العمل المشترك لمحاربة الإرهاب، داعيا لجعل الاتصالات بين أجهزة الاستخبارات منتظمة. وأورد بمثال على التعاون الناجح بين الأجهزة الأمنية “التعاون العملياتي مع فريق الخبراء الأمريكيين في مجال الأمن أثناء كأس العالم لكرة القدم لكرة القدم الذي انتهى في روسيا أمس”.
من جانبه أكد ترامب أن موسكو وواشنطن ستواصلان الاتصالات في مجال محاربة الإرهاب.
(بداية لعملية طويلة)
اقترحت روسيا على الولايات المتحدة تشكيل مجلس مشترك لشؤون العلاقات الثنائية. وأوضح بوتين أن “الفكرة تتمثل في تشكيل مجلس خبراء متكون من باحثين سياسيين وعلماء ودبلوماسيين وعسكريين سابقين بارزين، سيتولى البحث عن نقاط تقارب، والتفكير في كيفية تحقيق وتائر مستقرة وإيجابية للتعاون الثنائي”.
ودعا إلى كسر الجمود في الاتصالات بين المنظمات الاجتماعية في المجال الثقافي والإنساني.
الرئيس ترامب: “لقاء اليوم هو فقط بداية لعملية طويلة، لكننا قمنا بالخطوة الأولى نحو مستقبل أفضل سيكون فيه حوار ثابت”. وأضاف أنه سيكون هناك مزيد من اللقاءات مع بوتين، مؤكدا أن الولايات المتحدة ترغب في السلام مع روسيا.
(مقترحات روسية حول الاستقرار الاستراتيجي)
ذكر فلاديمير بوتين أن روسيا قدمت للجانب الأمريكي مقترحاتها حول الاستقرار الاستراتيجي وعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل. وأضاف: “نعتقد بأنه من الضروري مواصلة العمل المشترك على كامل مواضيع الملف العسكري السياسي وملف نزع السلاح”، مشيرا إلى قضايا تمديد معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والوضع المتعلق بتطوير منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية وتطبيق معاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى وموضوع نشر الأسلحة في الفضاء.
(التعاون الاقتصادي)
الرئيس بوتين: “اتفقنا مع الرئيس ترامب على تشكيل مجموعة رفيعة المستوى ستجمع بين كبار رجال الأعمال الروس والأمريكيين. ورجال الأعمال يعرفون أفضل كيف يبنى التعاون المتبادل المنفعة”، مشيرا إلى أن هناك اهتماما بمثل هذا التعاون لدى أوساط الأعمال في البلدين، حيث كان الوفد الأمريكي من أكبر الوفود إلى منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي في مايو الماضي.
كما أشار بوتين إلى أنه بإمكان روسيا والولايات المتحدة أن تعملا معا على تنظيم سوق النفط والغاز العالمية.
(التدخل الروسي في الانتخابات: لم يكن هناك أي تآمر)
ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه بحث موضوع ما يسمى بـ “التدخل الروسي” في الانتخابات الأمريكية مع نظيره، معتبرا التحقيق الأمريكي في هذا الموضوع مشكلة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرا إلى التأثير السلبي لهذه القضية على العلاقات بين موسكو وواشنطن.
وأكد أنه “لم يكن هناك أي تآمر. والجميع يعرفون ذلك”. وأضاف أن بوتين رد على أسئلة الجانب الأمريكي في هذا الشأن.
وأبدى ترامب اهتماما بالمقترح حول تشكيل فريق عمل مشترك للأمن السيبراني.
من جانبه، شدد بوتين على أن روسيا لم تتدخل في الانتخابات الأمريكية، وعلى أن كلمة الحسم في هذه القضية يجب أن تعود للمحكمة وليس للأجهزة الأمنية. وأكد استعداد موسكو لتنظيم استجواب المتهمين الـ 12 باختراق شبكات الحزب الديمقراطي الأمريكي، الذين تقول واشنطن إنهم موظفو الاستخبارات الروسية.
“منافس جيد”
وصف دونالد ترامب الرئيس الروسي بأنه “منافس جيد”، مضيفا أن الولايات المتحدة ستنافس روسيا فيما يخص مشروع “السيل الشمالي 2” لنقل الغاز إلى ألمانيا. وأعاد إلى الأذهان أن الولايات المتحدة تعتزم أن تكون أكبر منتج للمواد الهيدروكربونية.
(الشائعات حول امتلاك روسيا “معلومات فاضحة” عن ترامب)
نفى الرئيس بوتين وجود أي “معلومات فاضحة” لدى روسيا حول دونالد ترامب، والتي يقال إنها قامت بجمعها أثناء زياراته لموسكو بصفته رجل أعمال. ووصف كل ما يتداول بهذا الخصوص بأنه “هراء”.
من جهته نوه ترامب بأنه لو كانت هناك أي معلومات من هذا القبيل، لتم الكشف عنها منذ فترة طويلة.
(الخلافات حول القرم)
ولا يزال انضمام القرم إلى روسيا في عام 2014 إحدى نقاط الخلاف بين موسكو وواشنطن. وقال بوتين بهذا الصدد إن “موقف الرئيس ترامب بشأن القرم معروف، وهو يتمسك به. وهو يتحدث عن عدم شرعية انضمام القرم إلى الاتحاد الروسي. ولدينا رأي مختلف… وهذه المسألة مقفلة بالنسبة لنا”.