مسيرة حاشدة في العاصمة صنعاء بذكرى عاشوراء ونصرة الفلسطينيين

شهدت العاصمة صنعاء، اليوم، مسيرة جماهيرية حاشدة إحياء لذكرى عاشوراء ونصرة الشعب الفلسطيني، تحت شعار “هيهات منا الذلة”.
ورفعت الحشود الجماهيرية، العلم الوطني وعلم فلسطين، ولافتات أكدت مضي الشعب اليمني على نهج وثورة الإمام الحسين عليه السلام، في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي، بقيادة أمريكا والعدو الصهيوني وأدواتهما من النظامين السعودي والإماراتي والمرتزقة.
ورددت الهتافات المؤكدة على مواصلة الصمود والثبات والتضحية ورفض الذل والخنوع والتبعية، ودعم ونصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة صلف وغطرسة العدو الصهيوني المحتل.
وأدان المحتشدون بشدة استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي أسفر عن استشهاد وجرح العشرات من الفلسطينيين، ضمن سلسلة الجرائم والاعتداءات التي ارتكبها ولايزال يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
وجددوا التأكيد على صلابة موقف الشعب اليمني المبدئي والثابت في الدعم والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وتأييد كل خيارات الرد على العدوان الصهيوني حتى تحرير كافة الأراضي المحتلة.
وأكدت الحشود الجماهيرية أهمية إحياء ذكرى عاشوراء لاستلهام الدروس والعبر من سيرة ونهج الإمام الحسين وثباته في مقارعة الظلم والطغيان ونصرة المستضعفين.
وشددت على أن الشعب اليمني ماضٍ في ثورته ضد المستكبرين، اقتداءً بالإمام الحسين وثورته ضد الطغاة والظالمين .. معتبرين إحياء هذه الذكرى تجسيدا للارتباط بسيّد الشهداء والمنهج الذي تحرك من أجله.
وفي المسيرة التي شارك فيها عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي، أحمد المتوكل، وعدد من الوزراء وقيادات الدولة مدنيين وعسكريين، أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن الهدف من إحياء ذكرى عاشوراء ربط الأمة بأعلام الهدى ومسؤوليتها تجاه قضاياها وما يجب عليها القيام به.
وقال العلامة شرف الدين : “عندما نحيي ذكرى عاشوراء فإنما نحيي كل القيم التي حملتها المناسبة في نفوسنا وأبنائنا وبناتنا، القيم والمروءة والشهامة والتضحية والفداء الذي يجب أن يتحلى بها كل مؤمن”.. لافتاً إلى أن الأمة التي لا ماضي لها لا حاضر لها ولا مستقبل.
وأشار إلى أن الذين فصلوا حاضر الأمة عن ماضيها تخلوا عن مسؤولياتهم .. مستشهداً بمواقفهم اليوم تجاه فلسطين وقضايا الأمة العادلة وتخليهم عن كل القيم والمبادئ والشريعة الغراء التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأضاف مفتي الديار : “عندما نتحدث عن بني أمية لا نعني كل بني أمية إنما نعني الطغاة والظلمة والمجرمين ويجب على كل إنسان البراءة منهم وهو مبدأ القرآن الكريم “.
وبيّن أن مشروع ومنهج الإمام الحسين هو مشروع ومنهج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفق المنهج الإلهي الذي كلف الله به عباده لتتحرك الأمة في تحمل المسؤولية” .. مؤكداً أن الذي دفع الإمام الحسين للخروج على الظالمين والمفسدين هو واجب المسؤولية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وأكد أن الحسين سمي سبطاً وهو لفظ يطلق على الأمة لذلك صار الحسين أمة بذاته وأصبحت حجة على العالمين .. متابعاً “لا زلنا نسمع عبر التاريخ إلى يومنا هذا فلتات المتقولين وشطحات المفسدين عندما قال البعض إن أول تمرد في الإسلام كان من قبل الحسين ونحن نقول إن دل هذا على شيء فإنما يدل على خبث السيرة ولؤم السريرة ويدل على جهل وحب مفرطين”.
وأوضح أن الحسين بن علي كان أول من تمرد على الظلم والجور والفساد وأول من أحيا سنة جده صلوات الله عليه وآله وسلم في وجوب الخروج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأشار العلامة شرف الدين، إلى أنه لو لم يخرج الإمام الحسين على الظالمين والمفسدين لكان حجة لكل المتذرعين والمتنصلين والمتخليين عن المسؤولية إلى قيام الساعة.
وقال “لكن الحسين عليه السلام، قطع على الناس الأعذار وخرج واستشهد وعمّد بدمه الطاهر وروحه الزكية هذا المبدأ الشريف وسنّ لنا سنة كانت سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي بيّن مشروعيتها منذ وقت مبكر في الخروج على الظالمين والتي نصت عليها الآيات القرآنية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله “.
وتابع: ” ها نحن نشاهد اليوم والأمة تنقسم إلى قسمين، قسم إيمان لا نفاق فيه وقسم نفاق لا إيمان فيه، كما أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم”.