لهذا يُحبُّ الناسُ الشهيد (الحمدي)
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
على كل مسئولٍ يغلق هاتفه أو يؤصد باب مكتبه دون حاجة المواطنين اليوم وكل يوم أن يعي جيداً أن الرئيس الحمدي بجلالة قدره وعظيم شأنه وسلطانه لم يكن يغلق هاتفه أو باب مكتبه دون أي مواطنٍ طوال فترة حكمه رحمه الله.
لذلك أحبه الناس ولايزالون، الصغير والكبير، الشيخ والشاب، المرأة والطفل، الغني والفقير وحتى (المجانين) وكل من له عرقٌ ينبض بالحياة أيضاً في طول وعرض هذه البلاد..!
حتى الأجيال المتعاقبة التي جاءت من بعده ولم تشهد فترة حكمة، وأنا منهم طبعاُ، كانت ولاتزال وستظل تحبه وتعشق سيرته!
الكل يحبه،
ليس لأن عهده -رحمه الله- قد شهد حالة من الإستقرار السياسي والرخاء الإقتصادي، ولكن لأنه كان قريباً جداً من الناس وبصورة ذابت وانصهرت معها كل أشكال الحواجز والعوائق التي قد تنشأ أو تتطور بين أي حاكمٍ ومحكوم!
فوالله، وما لكم عليَّ يمين طبعاً، أنه لو قُدَّر له مثلاً وعاد إلى الحياة مرة أخرى ليحكم لما وسع الناس جميعاً وهم يعيشون في ظل هذه الظروف العصيبة والصعبة التي تمر بها اليمن إلا أن يحبوه ويعلوا من شأنه وقدره.
على أية حال..
ليس موضوعي هنا بالدرجة الأساس هو الشهيد الحمدي لولا أنني حاولت فقط أن أوضح لكل من يشغل منصباً في حكومة أو مؤسسة أو إدارة أو أي مكانٍ في الدولة أنه في منصبه لن يكون أهم وأعظم وأعلى منزلة ومكانة من الشهيد الحمدي حتى يغلق هاتفه أو يؤصد بابه أو باب مكتبه دون حاجات أومطالب ومصالح الناس!
يعني بالله عليكم تحاول المرة والمرتين والثلاث والعشر والعشرين أن تتصل بمسئولٍ فلا تجد تلفونه إلا مغلقاً أو محولاً على الدوام كما لو أنه قد أُعدَّ خصيصاً فقط لإستقبال مكالمات أناسٍ محددةً أسمائهم سلفاً!
وليس هذا فحسب، بل أن الأمر قد وصل ببعض المسئولين أحياناً إلى التلذذ في تعذيب المواطنين وإجبارهم على الذهاب والمجئ والانتظار طويلاً بالإسبوع والإسبوعين والشهر والشهرين وأحياناً أكثر من ذلك لا لشيئٍ سوى ليتسنى له فقط الحصول منه على توقيعٍ مثلاً أو إجابةٍ عن سؤالٍ أو توضيحٍ عن استفسار!
فمتى يستشعر كل واحدٍ منهم مسئوليته؟
ومتي يعي كل مسئولٍ أنه مجرد خادمٍ لهذا الشعب أو موظفٍ لديه وليس حاكماً أو متسلطاً عليه، أو كما قال الشهيد الحمدي ذات يوم.