اليمنيون وصحبة الرسول الكريم
مطهر تقي
من عام الفيل 570م(حسب أغلب مصادر الاخباريين المسلمين)كان مولد الهدى المسمى في الأرض محمد وفي السماء احمد فكان يوما فاصلا بين مولد النور وبين أفول ظلام الجهل الذي بدأ يتبدد ومحمد النبي الكريم في الأربعين من عمره يوم نزل جبريل عليه السلام ويأمره أن يقرأ بأسم ربه الذي خلق كأول ايه نزلت من الله سبحانه وتعالى إلى رسوله المصطفى في غار حرا بمكه وذهب إلى زوجته خديجه ينشد الامان ويطلب أن تزمله بالدفاء ليذهب جزعه وروعه وحين تقص خديجه على ابن عمها ورقه بن نوفل(من كان له علم بالأديان السماويه)قصه زوجها محمد تنبأ له بالنبوه وطلب منها أن تسانده فكانت اول إمرأه تدخل الإسلام وتبعها علي ابن عم رسول الله ليكون أول صبي يدخل الإسلام ثم صاحبه ابو بكر بن قحافه فكان أول رجل يدخل الإسلام وسط معارضه واضطهاد من عشيرته قريش يتزعمهم ابو سفيان وصناديد قريش ومن أسرته بني هاشم وعلى رأسهم عم النبي ابو لهب
وفي ظل ظروف السنوات الأولى للدعوه في مكه كان او شهيد وشهيده في الاسلام(نتيجه تعذيب قريش لهما)هما عمار بن ياسر العنسي المذحجي اليماني وزوجته سميه وكانا في مكه عند ظهور الدعوه
…وفي الوقت الذي واجه المسلمون الأوائل من كفار قريش اشد أنواع العذاب والحصار والتجويع مع نبيهم المصطفى محمد عليه افضل الصلاه والتسليم يفد إلى مكه أحد أشراف اليمن وهو الطفيل بن عمر الدوسي الأزدي واسلم بن عبدالله الارحبي وزيد بن حارثه القضاعي الحميري اليمني وذؤيب الخولاني الذي سماه الرسول عبدالله وكانو من أوائل المسلمين الذي وفدو من اليمن للإسلام ومناصره الرسول مع قومهم الذين كانو البذره الأولى للإسلام في اليمن قبل الهجره…ولما اشتد عذاب وحصار قريش للنبي واصحابه بعد اثنى عشر عاما من الدعوه كان لقاء النبي مع وفد الاوس والخزرج القادمين من يثرب الذين دخلو الإسلام وعاهدو الرسول على النصره والايواء فكانت هجره النبي صلي الله عليه وسلم إلى يثرب مع صاحبه ابو بكر الذي أطلق النبي عليه صفه الصديق و في العام التالي لذلك اللقاء يتنفس الرسول واصحابه الصعدآ من عذاب وحصار قريش ويجد الرسول والإسلام في الأوس والخزرج ومنهم بيت النجار اخوال الرسول صلوة الله عليه اهلا بدلا من اهله قريش الذين ناصبوه العدى والقهر ووجد في الأوس والخزرج
النصره له وللإسلام فسماهم الرسول الانصار وسمى مدينه يثرب بالمدينه المنوره وبدأ في اقامه دوله الإسلام ونشر الدعوه المحمديه في اصقاع الجزيره بدعم وإيواء ومناصره الانصار… وبدأ اقيال اليمن وقومهم ابتداء من السنه الخامسه للهجره يتوافدون على المدينه زرافات زرافات استجابه لرسائل الرسول التي بعثها إليهم ليطلب إسلامهم ومناصرتهم للإسلام فوفد ابو موسى الأشعري من تهامه مع قومه ووفد من بعده فروه بن مسيك المرادي ثم عبد الرحمن بن صخر الدوسي المعروف بأبى هريرة راوي الحديث المشهور والذي سبق أن اسلم في مكه في السنه الخامسه للبعثه وعاد إلى أوس لنشر الإسلام …ثم القيل الأسود بن شرحبيل الكندي مع قومه وهو من زوج اخته اسماء الكنديه بالرسول الكريم ثم وفد الملوك اليمانيون الذي فرش الرسول لهم ردائه وهم الأبيض بن حمال والحارث بن عبد كلال وابرهه من شرحبيل ابن ابرهه الصباح و وائل من حجر الحضرمي وجرير بن عبدالله البجلي وعبد الجد الحكمي الذين اسلموا على يد الرسول ثم عادو إلى وطنهم اليمن لينشرون الإسلام وتعاليمه بين أهلهم وجموع قبائلهم
وفي السنه السابعه للهجره اعلن باذان الفارسي وأهل صنعاء إسلامهم…
وفي السنه التاسعه اسلمت غالبيه قبائل همدان(حدودها من الشمال نجران ومن الجنوب صنعاء) التي ارسل إليهم الرسول خالد بن الوليد ومن بعده على بن ابى طالب كرم الله وجهه الذي بعث بكتابه إلى الرسول الكريم ليخبره بأسلام قبائل همدان جميعا فخر رسول الله ساجدا ثم رفع رأسه وقال السلام على همدان السلام على همدان
وفي السنه العاشره والحاديه عشره تواصل قدوم وفود من بقي من القبائل اليمنيه في دخول الإسلام فقد وفد عمرو معدي كرب الزبيدي كبير مذحج عسير والاشعث بن قيس الكندي و وائل بن حجر الحضرمي…ولم يرتقي نبي الله إلى ربه الأعلى في شهر ربيع الأول(نفس شهر مولده)من سنه إحدى عشر للهجره إلا وقد أسلم جميع أبناء اليمن قاطبه من بين شعوب الجزيره والشعوب المجاورة لها خلال سنوات معدوده فكان الإسلام نعمه وعزه لكل أبناء اليمن كما عز الله الإسلام بأهل اليمن في مناصره الرسول ونشر الإسلام في اصقاع الدنيا
و قد سجل المفسرون للقرآن الكريم عددا من الآيات نزلت في أهل اليمن كما ذكر رواه الحديث قرابه سته عشر حديثا نبويا في أهل اليمن ومناقبهم ولعل أشهرها قول النبي:الله اكبر الله اكبر جاء نصر الله والفتح وجاء أهل اليمن هم ارق قلوبا والين افئده الأيمان يمان والفقه يمان والحكمه يمانيه…وقوله كذلك يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب هم خير أهل الأرض… صدقت يا رسول الله فهاهم اليمانيون جميعا يحيون يوم مولدك بكل مشاعر الحب والوفاء ياخاتم الأنبياء ويعملون بتعاليم دين الله الإسلام وبما ورد من صحيح احاديثك الشريفه كما يبتهلون اليوم إلى الله أن يرفع غمه العدوان وشدة الحصار عنهم وأطفالهم ونسائهم ويبتهلون إلي الله يوقف نزيف الدم اليمني وان يجمع شمل أبناء اليمن وأن ينصر من بيده الخير لتحقيق السلام لأهل اليمن جميعا وفي نيته نشر الخير والعدل والمساواه في كل أرجاء وطن الأيمان والحكمه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اهله وصحبه اجمعين
1442/3/12
2020/10/29