الحمدي .. وعبقريته السياسية .. ادهشت الرؤساء العرب
هذه الصورة التقطت في اكتوبر 1974 عندما تجمع الرئيس ابراهيم الحمدي مع الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك السعوديه بعد أشهر قليلة على نجاح الحركة التصحيحية في 13 يونيو 1974 ,، التي قادها المقدم ابراهيم الحمدي ،
استمر اللقاء لأكثر من أربعة ساعات ، دار الحديث حول تطوير العلاقات بين البلدين كان الملك فيصل يريد الخروج من اللقاء بمعرفة طريقة تفكير الرجل وموقفه من حلفاء المملكة في اليمن المشائخ والشخصيات السياسية التي تدور في فلك المملكة ومستقبل العلاقة في السنوات القادمة ،
في اللقاء اراد الحمدي ان يوصل رسالة هامة للملك وهي أن مصلحة المملكة في قيام دولة حقيقية في اليمن تضمن المصالح للشعبين بعيداً عن اي قوى يمكن أن تعكر صفو العلاقات وان امن المملكة ينتهي في اليمن وامن اليمن يبدأ من المملكة ،،
بعد نهاية اللقاء سُأل الملك فيصل عن انطباعه في الرئيس اليمني الجديد ، قال بالحرف الواحد : ذكي جداً وسيتعبنا كثيراً .
في احد القمم العربية هناك تصريح شهير للرئيس المصري الراحل انور السادات قال : ابراهيم الحمدي أصغرنا ولكنه أذكانا ، اثناء زيارة ابراهيم الحمدي الى الجمهورية التونسية وبعد ان قام بورقيبة بتوديعه في المطار ، وفي اول اجتماع بعد الزيارة للحكومة في تونس قال بورقيبة وكان يومها في الخامسة والسبعين من العمر استقبلنا شاب في الثلاثين يملك رؤية وذكاء ونضج سياسي مختلف عن الحكام اللي عرفتهم .
أثناء زيارته للجمهورية العربية السورية طرح عليه عبدالحليم خدام وزير الخارجية حينها سؤالاً في منتهى المكر والدهاء قائلاً له : ماهو الفرق بين الحركة التصحيحية التي قمتم بها والحركة التصحيحية التي قادها الرئيس حافظ الأسد ؟
كان رد الحمدي في قمة الذكاء الفرق أن الحركة التي قادها الرئيس الأسد في مجتمع متقدم ولاحداث مزيد من التقدم ، نحن حركتنا جاءت لانقاذ شعبنا من الواقع الصعب الذي يعانيه واقع التخلف ولهذا نحن نبدأ من الصفر ، شعر حينها الرئيس الأسد بالارتياح الذي بدى واضحًا على وجهه .
وبعدها بأسبوعين وفي اثناء المؤتمر الخامس للفلاحين العرب في دمشق القى الرئيس حافظ الاسد خطابًا هامًا من ضمن ما جاء فيه الاشادة بالرئيس ابراهيم الحمدي قال : هذا الرجل من انبل وانقى واصدق القيادات العربية الوحدوية ولا ابالغ اذا ما قلت انه اكثرنا اخلاصنا لقضية الوحدة العربية ، ان تقنع شخصية سياسية بدهاء وذكاء الرئيس حافظ الأسد وأن يتحدث عنك بتلك الروح هذا يعني عبقرية خارقة .
في قمة كولمبو لدول عدم الانحياز اجتمع الرئيس الحمدي بالزعيم الليبي معمر القذافي ودار بينهم النقاش حول الوحدة اليمنية والوحدة العربية بعد ان اكد الحمدي للعقيد القذافي ان هناك نية لاعادة تنشيط لجان الوحدة ، قدم رؤية للعقيد حول الوحدة العربية تتضمن ربط اقتصاديات الدول العربية بمناطق اقتصادية على الحدود
وبعد عقد زمني تصبح كل دولة غير قادرة عن الاستغناء عن الاخرى ،المهم كان رأي القذافي الذي لديه مواقف من العديد من الحكام العرب هذا الرئيس مختلف ومكسب حقيقي للأمة العربية .
عندما شاهد الملك حسين في قمة الرياض سنة 1976 الأداء السياسي للرئيس الحمدي وكيف تمكن من اصلاح ذات البين بين عشرة انظمة عربية متخاصمة فيما بينها قال : الرئيس الحمدي فلته من فلتات الزمن العربي لا اعتقد انها تتكرر ،كتب ذلك السفير الاردني في السعودية في مقال نشر بجريدة عكاظ السعودية بعد انتهاء القمة .
كان الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الامارات المتحدة كثير الاشادة بذكاء الرئيس الحمدي وحكمته ، ويوم اغتيال الحمدي قال مقولته الشهيرة لن ترى اليمن الخير بعد اغتيال الحمدي .
اما الرئيس هواري بومدين فقد كان من المعجبين بما يطرح الحمدي في القمم العربية وكان يؤيد أي مقترح يقدمه الرئيس بدون تحفظ .