وللعدوان “محاسنه” أيضا ..!
بقلم / حمدي دوبلة
كان في ما مضى ذكر “الشقيقة الكبرى” في وسائل إعلامنا والرسمية منها على وجه التحديد يجب أن يكون مقرونا بعبارات التبجيل والإجلال والتعظيم وبكثير من الخضوع والاستكانة وبما يطمئن “جارة السوء” بأن الولاء والتبعية لا تزال على أشدها.
-قبل أن يقرر النظام السعودي شن عدوانه الغاشم على اليمن لم يكن يدري غالبية الشعب اليمني وخاصة أمثالي ممن هم من جيل ما بعد ثورة الـ26من سبتمبر إلا النزر اليسير عن جرائم وانتهاكات وفظائع هذا النظام الإرهابي بحق اليمن أرضا وإنسانا ومنذ نشأته وعلى امتداد العقود التي أعقبت ظهور هذا الكيان المتعجرف والذي دشن عهده الأسود بمجزرة تنومة بحق اكثر من 3 آلاف حاج يمني.
-لم نعلم شيئا عن هذه المذبحة الكبرى وظلت بفعل تماهي وارتهان الأنظمة السياسية التي حكمت اليمن منذ تلك المجزرة النكراء والى ما قبيل العدوان من القضايا المغيّبة والمحظور تناولها تصريحا أو تلميحا حتى أوشك ذكرها على الاندثار وان تُطوى في غياهب النسيان.
– بقيت الحادثة رغم ضخامتها محصورة في نطاق ضيق ومقتصرة على النخب السياسية والتاريخية والمهتمين من الباحثين ونجدها فرصة هنا لنوجه لهؤلاء الباحثين أسمى آيات الشكر والعرفان لجهودهم الدؤوبة في إحياء وتوثيق هذه المجزرة البشعة والتي أثبتت بما لا يدع مجالا للشك والارتياب بان العداء السعودي الوهابي لليمن ليس وليد اليوم وإنما كان ركيزة أساسية في فكر وأيديولوجيات هذا النظام الذي جعل من العدوات والأحقاد وسفك دماء المسلمين منهجا له على الدوام.
– إحياء مذبحة تنومة وإعادتها إلى الواجهة مجددا ليس “حسنة ” العدوان الوحيدة فله “محاسن” عديدة ومتنوعة لعل من أبرزها انه أماط اللثام عن مدى الحقد الذي يكنه النظام الوهابي لليمن وان كل ما تغنت به أبواق الأنظمة السابقة عن علاقات الود والإخاء مع مملكة سعود ليست إلا من قبيل التمويه وذر الرماد على العيون وفتح الباب على مصراعيه أمام حكام هذه الأسرة الفاسدة لمواصلة هواياتهم المفضلة في العبث والتخريب وترجمة أحقادهم ونفث سمومهم في البلاد بكل طمأنينة وكيفما يحلو لهم وبدون أي اعتراض أو حتى امتعاض.
-“محاسن” العدوان لم تتوقف كذلك على غربلة الداخل اليمني وتمييز الغث من السمين والخبيث من الطيب بل وصلت إلى ما هو ابعد من ذلك واذا بها تكشف للعالم باسره زيف وخواء الشعارات المرفوعة في عالم اليوم عن المبادئ والمفاهيم المتعلقة باحترام الحقوق والحريات وقيم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان والإنسانية إلى آخر هذه المفردات التي تبخرت وأظهرت البشر على حقيقتهم بفعل الدماء الزكية لأطفال ونساء اليمن التي سفكت ولاتزال تُسفك بآلة الحقد والإرهاب للنظام السعودي وفكره الوهابي البغيض.