من هلال الإمارات إلى الوكالة الأمريكية .. مهمات استخباراتية  للقتل والاحتلال

من هلال الإمارات إلى الوكالة الأمريكية .. مهمات استخباراتية  للقتل والاحتلال

 


 

 

– تقرير / إبراهيم القانص :
أعمال ومهمات مشبوهة تنفذها المنظمات الدولية في اليمن وعدد من دول المنطقة، تحت شعارات وعناوين الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية، وهي طريقة درجت القوى العالمية على استخدامها في الدول المدرجة في خطط أطماعها الاستعمارية، وغالباً ما تكون من الدول ذات الثروات النفطية والمواقع الاستراتيجية.
 
آخر ما تم اكتشافه من أدوار مشبوهة للمنظمات الدولية التي تنشط تحت غطاء العمل الإنساني في اليمن هو ما عرضه المتحدث الرسمي لقوات صنعاء في إيجاز صحافي، اليوم الثلاثاء، حيث كشف أن قواته عثرت على أسلحة مطبوع عليها شعارات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في المناطق التي سيطرت عليها بمحافظة البيضاء خلال عملياتها الأخيرة في المحافظة.
 
متحدث قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أكد أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ضالعة في تمويل ودعم منظمات تعمل في اليمن بواجهات إنسانية وإغاثية، وهي في حقيقة الأمر تلعب أدواراً استخباراتية، إلا أن قواته كشفت تلك الأدوار من خلال ما تم العثور عليه من أسلحة كثيرة ومتنوعة في جبهات البيضاء تحمل شعار الوكالة الأمريكية، الأمر الذي يعد فضيحة كبيرة بكشف الأهداف الحقيقية للوكالة، والتي ظلت تخبئها تحت غطاء الإنسانية والتنمية. 
 
واعتبر سريع ما تقوم به وكالة التنمية الأمريكية من دور مشبوه يهدف لقتل اليمنيين بإدخالها الأسلحة إلى الأراضي اليمنية نموذجاً مصغراً من النظام الأمريكي، حيث أشار إلى أنه يقف خلف التحالف بدعمه عسكرياً وتوجيهه نحو الأهداف التي رسمها، ومن ثم التغطية عليه أخلاقياً وسياسياً.
 
ويرى مراقبون أن وكالة التنمية الأمريكية ليست الوحيدة التي تمارس أدواراً استخباراتية وعسكرية خفية في اليمن، فهناك أيضاً الهلال الأحمر الإماراتي الذي يعد جهازاً استخباراتياً مكوناً من ضباط تابعين لاستخبارات أبو ظبي ويتم تكليفه بمهمات مرتبطة بمصالحها وأطماعها التوسعية في البلدان العربية ذات الثروات والمواقع المهمة، وبحسب المراقبين فإن هلال الإمارات ينشط عادة في البلدان التي تشهد توترات داخلية، ويكون دوره الدفع بتلك التوترات إلى زيادة وتيرتها واشتعالها لينقل بعد ذلك وجه بلاده المقنع بالإنسانية باعتبارها ستكون المنقذ لهذا البلد أو ذاك ومن ثم تسهل مهمة تحقيق المصالح وتنفيذ الأهداف الحقيقية المرسومة.
 
كانت الإمارات تنفذ أبشع العمليات الإجرامية بحق أبناء المحافظات الجنوبية، من اغتيالات واختطافات وعمليات تعذيب في سجونها السرية وترويج للمخدرات؛ كل ذلك كان يحدث بالتزامن مع نشاطات هلالها الأحمر تحت غطاء الإنسانية من توزيع وجبات غذائية أو حقائب مدرسية أو بطانيات، لتشويش الرؤية على المواطن الجنوبي البسيط حتى يكون بعيداً عن إدراك ما تفعله القوات الإماراتية وأدواتها المحلية بأهله وإخوانه الجنوبيين، وهي بنظر مراقبين مهمة مساندة للممارسات الوحشية التي انتهجتها الإمارات في اليمن.
 
ومن مهمات الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن أنه كان يقدم مشاريع لترميم مدارس أو مستشفيات في المحافظات الجنوبية، وكان يختار المنشأة التي تحمل اسماً له بعد تاريخي ليكون شرطه مقابل الترميم تغيير اسم المنشأة باسم أحد مشائخ بلاده أو أحد قتلاهم في اليمن، بل وصل إلى حد الاستخفاف بالمستهدفين من مشاريعه ليقيم أعراساً جماعية بهدف كسب المزيد من الولاءات ليمزق النسيج المجتمعي لأبناء تلك المحافظات ويقسمهم إلى أطياف ومكونات وفئات على أسس مناطقية وعنصرية.
 
ولا يقل دور مركز سلمان للإغاثة عن هلال الإمارات، فهو الآخر جهاز استخباراتي سعودي ينفذ مهمات مشبوهة تحت العناوين نفسها والشعارات المغلفة بالإنسانية، ولم يكن إغراق مركز سلمان لمحافظة حضرموت بأنواع التمور السعودية إلا لضرب منتجها المحلي الأكثر جودة، حتى أصبح المزارع الحضرمي لا يجد في سعر تموره ما يغطي تكاليف زراعتها نتيجة إغراق السعودية للمحافظة بتمورها الأقل سعراً وجودة من التمور الحضرمية، وهي أمثلة بسيطة لا تناسب حجم الغموض الكبير الذي يكتنف تلك المراكز والمنظمات وأعمالها المشبوهة في اليمن خصوصاً منذ بادية العمليات العسكرية للتحالف في اليمن عام 2015م.
 

– البوابة الإخبارية اليمنية