“الدماء المسفوكة” تعجل موعد اقتراب الإصلاح من النهاية
– تقرير/ إبراهيم القانص :
تحولت مدينة مارب إلى محمية خاصة بحزب الإصلاح وقواته التي تتشكل من مجاميع تغلب عليها النزعات العقائدية المتطرفة،
وغالبيتها أصبحت مؤطرة ضمن تنظيمي القاعدة وداعش، حسب تفريخات الحزب المنظمة، حيث تولى منذ وقت مبكر مهمة التدريب والإشراف على معسكرات القاعدة وداعش ورفدها بمئات الآلاف من الشباب الذين استقطبهم إلى صفوفه على مدى عقود مضت.
بعد فرار قيادات الإصلاح والكثير من المنتمين له إلى مارب؛ بدأوا تأسيس سلطة قائمة على الممارسات القمعية ضد أبناء المحافظة والقادمين من صنعاء والمحافظات الأخرى، خصوصاً الذين لا ينتمون للحزب، ومع سيطرة عناصره على الجهات الأمنية فتح عدداً من السجون السرية يزج فيها كل من يعارضه أو ينتقد سياساته التسلطية المتشددة، على غرار تجربة الإمارات في المحافظات الجنوبية.
وتحت عناوين المعاداة للشرعية زجت سلطات الإصلاح بمآت المواطنين من أبناء مارب وغيرها من المحافظات في سجونها السرية، وكشف ناشطون ومصادر محلية عن عمليات تعذيب بشعة في سجون الإصلاح، نفسية وجسدية، وتداول الناشطون وثائق تكشف جرائم واعتقالات تعسفية طاولت العشرات من مواطني مارب، حتى أن بعضهم كانوا مصابين بأمراض نفسية، وكشفت الوثائق في حينها أن عدداً من المعتقلين تجاوزوا المدد القانونية لسجنهم الذي تم أساساً بدون مصوغات قانونية.
ورغم أن أولياء وأقرباء المعتقلين في سجون الإصلاح بمارب قصدوا عدداً من الجهات المعنية- أمنية وقضائية- محاولين الإفراج عن أبنائهم، لكن تلك الجهات لم تتجاوب مع أيٍّ من الشكاوى أو التظلمات، بسبب أن قيادات الإصلاح في مارب همّشوا الكثير من العسكريين والأمنيين الذين لا ينتمون للحزب واستبدلوهم بقيادات تابعة وموالية لهم، حيث أكدت مصادر عسكرية أن عناصر إصلاحية تم تعيينها في مناصب أمنية وعسكرية وهم في الأساس مدرسون لا علاقة لهم بالسلك العسكري أو الأمني.
وكان تعيين قيادات الإصلاح في مارب أعداداً من عناصرهم في مناصب عسكرية وأمنية ليست من اختصاصهم، مثل الاستخبارات العسكرية والأمن السياسي والأمن القومي ومراكز الشرطة، كان ذلك لأجل أن تكون مهمتهم اعتقال مناهضي الحزب أو الساعين لكشف ممارساته وفساده في المحافظة من إعلاميين وناشطين وغيرهم.
كما يدشن حزب الإصلاح، بين الحين والآخر، معسكرات تدريب في مارب وشبوة وتعز، جمع أفرادها من العناصر المتطرفة المنتمية للقاعدة وداعش، ضمن خطة لتأسيس جيوش جديدة من المتطرفين والمتشددين لقيادة عمليات إرهابية جديدة في المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة تحت سيطرة التحالف والشرعية.
وحسب متابعين فإن قيادات الإصلاح، بعد تدريب آلاف المجندين من القاعدة وداعش في معسكرات بشبوة وتعز ومارب، تعتزم توزيعهم على الأجهزة الأمنية والعسكرية، التي يفترض أنها تابعة لقوات الشرعية، وكان آخر عمليات التجنيد تلك استقطاب أكثر من 5 آلاف مجند في شبوة، تولى عملية تجنيدهم صالح الجبواني، وزير النقل المقال من حكومة هادي، وتشير مصادر مطلعة إلى أن عمليات الاستقطاب والتجنيد تتم بتمويل قطري تركي.
ويرى مراقبون أن كل تحركات ونشاط حزب الإصلاح يتركز على الاستمرار في مسيرته الدموية وزعزعة الاستقرار المحلي، لتنفيذ ما أوكله إليه داعموه وممولوه من أجندات إرهابية تدميرية تفضي في النهاية إلى مآلات كارثية بحق اليمنيين، إذ أن الهدف الأبرز هو الوصول إلى السيطرة الكاملة على ثروات ومقدرات ومواقع اليمن الاستراتيجية.
وكما يؤكد المراقبون أن الإصلاح هو إحدى أبرز أدوات تنفيذ المخططات الرامية لاحتلال اليمن، مواقع وثروات، التي يمهر الإصلاح خطوات تنفيذها بدماء وأرواح أبناء وطنه، ولم يكن قصف وقتل السجينات في تعز خلال شهر ابريل الماضي أول جرائمه، ولن تكون تصفية أسرة آل سبيعان كاملة في وادي عبيدة بمارب آخرها، فالحزب كما يبدو تم إعداده منذ التأسيس لتنفيذ هذه المهمات المتوحشة، لكن تلك الدماء التي يسفكها ولا يتوقف عن سفكها ستكون سبباً لتقريب موعد وقف مسلسله الدموي.
– المصدر/ البوابة الاخبارية اليمنية