يوم العيد والشر بعيد

بقلم / عبدالملك سام

أنه يمن الإيمان والحكمة .. مضى أول أيام العيد على خير ، ورغم أن الجميع كان متوجسا مما يمكن أن يحدث ، إلا أن الوعي الذي بدى في معظم الأحياء أكد لنا أن شعبنا شعب واعي فعلا .. الإعلام كان له دور كبير فيما تحقق ، والمنطق فرض نفسه ، فلا أحد كان على أستعداد أن يضحي بأطفاله وأرحامه من أجل يوم وبعض النقود ، فالمهم أن يعود علينا العيد القادم ونحن في خير جميعا .. الأنسان الأحمق هو الذي كان من الصعب أن يقتنع ، خصوصا وهو يحدثك عن الدين وكأنك من مشركي قريش ! فما دخل صلة الأرحام بالوضع الذي نتكلم عنه ؟! نحن نتكلم عن وباء بات العالم كله يصرخ منه ، وباء كلف دول غنية أن ترزح تحت ثقل تكلفته الباهظة ، فأعدت له الميزانيات الطارئة وآجلت معظم مشاريعها لمواجهة أعباء مكافحته ، ولكنها رغم كل تلك التدابير أعلنت أنها ماتزال في حال الخطر ! فما بالك ببلدنا الذي يعاني من العدوان والحصار منذ ست سنوات تقريبا ؟! وبصدق ، لو كان المقصود بهذا العذر هو المحافظة على صلة الأرحام فإن الأمر يمكن القيام به في أي وقت من السنة ، بل يمكن أن تقوم بذلك دون أن يترتب عليه تحميل أرحامك أي تكاليف ، فزيارتك لهم بعد أن تنقضي أيام العيد لن يكلفهم أكثر من كوب شاي ! أما مبلغ العيدية الذي كنت ستعطيه لهم فهو لا يكفي لتغطية المخاطر التي يمكن أن تتحملها رحمك أذا ما حصلت عدوى لا سمح الله .. كما أن تناقل النقود بين أيدي اطفالنا كان سيؤدي لكارثة ، فهم الأقل وعيا وخبرة بالتأكيد . لو ألتزم الجميع بعدم الخروج فإن تكاليف الزيارات والذهاب للتنزه والحدائق كان يمكن أن توفر المال الكافي لشراء حاجيات أخرى ، وبأقل تقدير كان يمكن شراء مواد تنظيف وتعقيم توفر الأمن اللازم في كل بيت ! فنحن نعلم أن وسائل الوقاية من خطر الفايروس كورونا سهلة جدا ، فكل ما نحتاجه هو غسل الأيدي وتعقيم الأسطح والأغراض التي نلامسها . لكن الخطر الحقيقي يتمثل في الحماقة ، فالشعوب التي أهملت النظافة والتعقيم وتجنب الأختلاط هي أكثر الشعوب التي عانت من هذا الوباء . أخيرا .. تذكروا النظافة وعدم الأختلاط والتغذية الصحية عبر التعرض للشمس لدقائق يوميا وتنقية الجو والأكثار من الاغذية الصحية ، كل هذه الأمور كافية لدرء خطر الكورونا .. فهذا الفيروس لا يستطيع أن يتكاثر خارج الجسم البشري ، وهذا ما يجعله عرضة للزوال طالما ونحن بعيدين عن اي شخص مصاب .. نسأل الله العفو والعافية للجميع .. أما أطفالنا الباحثين عن “عسب” العيد فقد باتوا اليوم أكثر الناس كرها لهذا الوباء ، لذلك لا بأس بأن نعوضهم بأي شيء عدى النقود طبعا .. ودمتم بخير