مقابلة اللواء مجاهدالقهالي رئيس تنظيم التصحيح مع صحيفة اليمن
وضع رئيس لجنة مسار المناطق والمحافظات في فريق المصالحة الوطنية اللواء مجاهد القهالي أبناء اليمن أمام ما يقوم به فريق المصالحة الوطنية والحل السياسي الشامل من جهود باتجاه اجراءحوار يمني ـ يمني وصولاً إلى قيام المصالحة الوطنية والحل السياسي الشامل وتحقيق السلام العادل في كل ربوع اليمن مشدداً على أن ” المصالحة الوطنية هي الوسيلة المثلى لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن”..
اللواء مجاهد القهالي المناضل الكبير والسياسي البارز والقائد العسكري المعروف – رئيس تنظيم التصحيح الشعبي الناصري –
أكد في هذا الحوار الذي نشرته صحيفة اليمن و يعيد نشره موقع التصحيح نت
أن 80 في المائة من السياسيين والشخصيات الاجتماعية الموجودين في الخارج يريدون العودة الى اليمن لولا الحصار المفروض على بلادنا, مشيرا الى أن مشايخ القبائل الذين يقفون في صف العدوان لا يتجاوزعددهم أصابع اليد, كاشفا عما يقوم به المحتل السعودي ـ الاماراتي من حفريات للتنقيب عن النفط في محافظات المهرة ومأرب والجوف وكذا ما يقوم به من نهب منظم للآثار اليمنية.
وهذا نص الحوار:
في بداية الحوار تحدث اللواء القهالي عن تعريف المصالحة الوطنية قائلا: المصالحة الوطنية هي التوافق بين كل الأطراف والمكونات السياسية والفئات الاجتماعية باتجاه الوصول إلى صيغة مشتركة يقتنع بها الجميع حول مستقبل البلاد, والمصالحة الوطنية هي الطريق السليم والأمثل لتحقيق الاستقرار والسلام,
والكثير من الصراعات والنزاعات في العديد من بلدان العالم انتهت بالمصالحة, وأكثر من 125نزاعا مسلحا بهدف الانفصال كلها باءت بالفشل, ومن خلال المصالحة التأمت الجروح واستطاعت الكثير من البلدان لم الشمل ووحدة الصف بين ابنائها من خلال المصالحه ومن خلال الحكماء ومن خلال المساعي الحميده والهادفة إلى البحث عن حلول باستثناء أربع دول حققت شيئا من الانفصال لكنها ما تزال إلى الآن تعيش في حروب وفي فقر ومجاعة.
ويتابع القهالي :
ونحن في اليمن حققنا مصالحة وطنيه ناجحه أثناء الصراع الملكي ـ الجمهوري, واستطاع القاضي عبدالرحمن الإرياني والسيد أحمد محمد نعمان وعدد كبير من الشخصيات الوطنية عقد مؤتمر خمر وأعلنوا فيه المصالحة سنة 1965م, حين كان الصراع الملكي ـ الجمهوري في أوجه, وتمكن هؤلاء المناضلون الذين سطروا أروع البطولات والتضحيات في سبيل قيام النظام الجمهوري ووقف الحرب و تحقيق السلام في اليمن وأطلقوا على المؤتمر الوطني ” مؤتمر السلام في خمر” .. هذا المؤتمر نتج عنه قرارات عظيمة منها إعلان المصالحة بين الملكيين والجمهوريين ما عدا أسرة آل حميد الدين, وفي نفس الوقت أقروا الدستور لما كانت تعرف بـ” الجمهورية العربية اليمنية ” وبرنامج الحكومة وشكلوا وفدا للذهاب إلى الخارج لإجراء العديد من اللقاءات مع الكثير من قادة الدول في البلدان التي أيدت الجمهورية العربية اليمنية .. هذه المصالحة كانت محط عدم قبول لدى الجيش المصري في اليمن والذي كان عدده يصل إلى سبعين ألفا وعدم قبول لدى الجانب السعودي الذي كان يغرف الأموال لكي يتقاتل اليمنيون ضد بعضهم البعض ويحقق أهدافه، لكن المصالحة نشأت من عقلية وطنية يمنية وانتهجت نهج الحوار اليمني اليمني, وفي الأخير حينما تحرك هذا الوفد إلى سوريا والعراق ولبنان وإلى العديد من البلدان العربية أثناء العودة إلى مصر زج به مع حكومة النعمان في السجون المصرية حتى عام 1967م.
ويؤكد القهالي أن الصراع اليوم في الساحة اليمنية يختلف، وأهداف هذا الصراع تختلف, ويقول :” أهداف العدوان الذي شن على اليمن إقليمية ودولية قبل أن تكون أهداف يمنية، وكل من يقاتلون في صفوف العدوان ما هم إلا مأجورون بنسبة متفاوتة, حيث يتقاضون مرتبات من السعودية والامارات وما عليهم إلا أن ينفذوا التوجيهات القادمة من الرياض وأبو ظبي، لكن ليس لهم قضية وليس لهم مخرج من هذا الصراع، ونصيحتنا لهم أن يمدوا أيديهم إلى أيدينا من أجل حوار يمني ـ يمني يصل بهذه البلاد إلى تغليب المصالح الوطنية العليا, مصلحة الشعب والوطن, على المصالح الذاتية والنانية والانانية الضيقه
ويشير القهالي الى ” أن بعض الأحزاب ارتمت في أحضان السعودية والامارات, مع أنه في أعماق الرياض وأبو ظبي لا تريد لهذا الحزب أو ذاك الخير ولا النجاح، والسؤال :” كيف يمكن أن تستخدم هذا الحزب أو أن تستأجر قواه لمرحلة معينة وتتخلى عنه وليس لتنفيذ أهداف هذا الحزب ولكن لأهداف الأطماع التوسعية للسعودية وأبو ظبي ومن ورائهما أمريكا.
ويشدد على أن ” المصالحة هنا هي خطوة إيجابية وصدور القرار الرئاسي بتشكيل فريق المصالحة, هو كما يقول المثل الشعبي (معقم الباب), لأن المصالحة الوطنية هي الوسيلة المثلى لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن”
ويضيف:
نحن في البداية بدأنا بحصر جميع العناصر والشخصيات الموجودة مع الطرف الآخر على مستوى كل المديريات والمحافظات والمناطق, وكما قامت اللجنة السياسية المعنية بالحوار مع الأحزاب بحصر كافة الأحزاب السياسية الموجودة مع الطرف الآخر وبعد هذا الحصر بدأ التواصل وكان لهذا التواصل الأثر الكبير في عودة الكثير من الذين يقفون مع الطرف الآخر وانسحابهم من جبهات القتال, حيث استطعنا في فترة وجيزة أن نغرس ثقافة المحبة وحب الوطن والأخوّة والوحدة وحاولنا نبذ ثقافة العنف والكراهية والتمييزالمزروعة من قبل دول العدوان بين أبناء الشعب الواحد .. الآن الحوار والتواصل جار على قدم وساق حتى الآن، وكنا قد أقرينا مشروعا من خمس نقاط من أجل تحقيق السلام في محافظة مأرب تمثلت في فتح الطريق وإعادة ضخ البترول كما كان عليه إلى العاصمة صنعاء والغاز والكهرباء وتوريد المبالغ المالية إلى صنعاء بدلاً عن توريدها إلى الرياض, وقبلها كنا قد وضعنا بعض الاتجاهات بخصوص محافظة الجوف, ولعبنا دوراً كبيراً في محافظة الجوف وكثير من المناطق في محافظة الجوف رحبت بالجيش واللجان الشعبية عن قناعة والشعب اليمني سواء في الجوف أو في مارب أو في صنعاء بشكل عام هو شعب يملك حسا وطنيا عالياويرفض الاملاءات ومحبته للوحدة وللم الشمل من الشتات أقوى من أي هاجس آخر.
ـ وحول ما يقوم به العدوان السعودي في محافظة مأرب يقول اللواء القهالي :
من الملاحظ أن تحالف العدوان بدأ يتحفظ على مساحات كبيرة في محافظة مأرب وأجزاء من الجوف ويمنع وصول أي يمني إليها ويقوم بإجراء حفريات لا ندري لماذا؟ هل للبحث عن آثار اليمن؟ ففي اليمن كنوز تاريخية عظيمة لا تقدر بثمن وهؤلاء الغزاة من ناحية يسرقون الآثار وقد سرقوا كثيرا منها ونهبوها إلى أبو ظبي ودبي والرياض، ومن ناحية أخرى ـ كما بلغني ـ بأنهم سبق وأن حفروا آبارا في مناطق بعيدة باتجاه حقول النفط القريبة من حدودهم مع اليمن, لأنهم يريدون أن يعوضوا ما ذهب منهم في العملية العسكرية التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية والتي استهدفت المنشآت النفطية السعودية في ” هجرة خريص وبقيق ” ويبدو أن بعض الآبار قد نضبت لديهم, إضافة إلى ذلك أن الحقول المشتركة بينهم وبين الكويت يبدو أن البترول قد هاجر منها, فهم الآن هالكون أو مالكون يريدون بترول اليمن الذي اكتشف أخيراً واتضح أن مخزون البترول في اليمن يعادل ضعفي ماهو موجود في السعودية والخليج, وهناك معلومات تفيد بأن هناك بعض الحفريات في البحر العربي قبالة محافظة شبوة من قبل الإماراتيين وهؤلاء الآن يريدون سرقة ثروتنا والهيمنة عليها تحت شعار واهم وواه وهو الشرعية، شرعية هادي المنتهية الذي قام بنفسه بإنهائها
ـ وحول ما يفترض عمله أمام كل هذا, يقول القهالي :
اليوم على الشعب اليمني أن يعرف , كبيره وصغيره, شماله وجنوبه, ماهي أهداف دول العدوان, فأهدافها تتمثل في السيطرة على ممر الحرير الذي يمتد من سواحل المكلا في حضرموت ونشطون في المهره وحتى الحديدة والصليف, وهذه موانئ قد تدر على اليمن مئات المليارات من الدولارات في العام الوحد, لأن الصين حولت حركة الملاحة والتجارة من دبي التي كانت تبعد عن الخط الدولي أسبوعا واحدا, أي أن البواخر تصل إلى خليج عدن وتذهب إلى دبي من أجل أن تمون خلال اسبوع ذهابا وايابا وبعدها تواصل طريقها في الممر الدولي، والآن الصين أخذت طريقا أسمته ” طريق الحرير ” وهو طريق مباشر من الصين إلى شرق آسيا وإلى المكلا وعدن ونشطون وباب المندب والحديدة والمخا، وحتى اوروبا ودول العدوان تريد أن تنهب مئات المليارات إلى خزائنها وأن يعيش الشعب اليمني على الفتات وعلى فضلات موائدهم, لكن من الجانب الآخر إذا تأملنا قليلاً حول تواجد قوى الغزو والاحتلال فهي موجودة في عدن وفي المكلا وفي بلحاف ونشطون وباب المندب وفي المخا, وكانت تحشد بهدف الوصول إلى الحديدة لولا تصدي الجيش واللجان الشعبية لهذه الجحافل من الغزاة والمحتلين, ونحن نعلم لماذا تم غزو المهره و يتذرعون بأنهم يريدون مد أنبوب النفط من السعودية إلى البحر العربي عبر المهرة ولكن المعلومات الموجودة لدينا بأنهم حفروا آبار نفط داخل صحراء المهرة وبدأوا يوجهونها على أن هذا البترول قادم من السعودية وهو بترول يمني .. وهذه خديعة لا تنطلي على الشعب اليمني ولا على أي من الشعوب الأخرى, وما جرى في الجوف من محاولات شبيهة بمحاولات المهرة لا ينطلي على أحد وما يجري الآن في مارب من حفر واقتطاع مساحات, هذا أمر يستدعي من كل أبناء اليمن أن يقفوا وقفة مسؤولة وأن يحكموا العقل والمنطق والضمير، فوطنهم يباع في سوق النخاسة وهم مشردون وجائعون وعالقون في الكثير من البلدان لا يستطيعون العودة إلى اليمن والأمراض الفتاكة تفتك بمن فتكت, في حين أن أولئك يبحثون عن أجورهم من السعودية والامارات لتخريب وطنهم, فأين هذه العقول وأين هذه الضمائر؟ لماذا لا يمدون أيديهمإلى القيادة السياسية والى فريق المصالحة هنا ؟ ولماذا لا يبدأ الحوار الجاد مع مختلف القوى .. الحوار اليمني ـ اليمني باتجاه تخليص اليمن من هذه الفتنة ومن هذه الحرب ومن هذا العدوان ومن هذه الأزمة الطاحنة , ماذا ينتظرون؟!!.
ـ وفي رده على سؤال بشأن السياسيين والشخصيات الاجتماعية الموجودين في الخارج ؟ أجاب القهالي :
لولا الحصار لعاد أكثر من 80% من الموجودين في الخارج, فالكل يريد العودة ونحن على تواصل معهم ولكن المانع الذي يحول دون وصولهم هو الحصار الجوي فهم لا يستطيعون العودة إلى صنعاء مباشرة وإذا وصلوا عبر عدن أو سيئون سيتم احتجازهم من قبل العدوان, ولكن نحن على تواصل مع الكثير من الشخصيات القوية والمؤثرة والفاعلة ونحن نحضر لعودة هؤلاء عما قريب ولولا الحصار لعاد إلى صنعاء الكثير والكثير من الذين هم موجودون في الخارج.
أما من هم في جبهات القتال فعليك أن تأخذ العبرة بما حدث في الجوف وما حدث في عمليتي ” نصر من الله ” و” البنيان المرصوص” فقد تركوا المواقع والأسلحة وعادوا إلى حضن الوطن واستطاعت القوات المسلحة (الجيش واللجان الشعبية ) السيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية التي كانوا يتحصنون فيها، واليوم نحن على تواصل مع أبناء مارب الشرفاء، ولا زلنا على تواصل مع من تبقى في محافظة الجوف ونحن على تواصل مع إخواننا في الحديدة ونتواصل مع كل المحافظات باتجاه الحوار اليمني ـ اليمني، وأما من حيث الأفراد فقد عاد الآلاف الى مناطقهم وهم ينعمون بالأمن والاستقرار كغيرهم من أبناء هذا الوطن.
اذا, عند أي يحد يقف سقف المصالحة ومن أين يبدأ؟ سألنا اللواء القهالي فرد قائلا:
أنت تقصد العدالة الانتقالية, قانون العدالة الانتقالية الذي تعتبر المصالحة الوطنية محورا من محاوره, من أين نبدأ في جبر الضرر, نحن في هذه المرحلة نؤسس لقانون المصالحة الوطنية, فلا بد أن يكون لها قانون, ونحن بصدد إجراء التواصل والحوار والتبادل في الرأي وهذا السؤال ستجيب عليه النتيجة العامة لكل هذه الاتصالات والحوارات التي نجريها .. نحن نبدأ بالتدريج, العودة لمن يريد أن يعود والحوار لمن يريد أن يتحاور وأن يضع كل وجهة نظره ونحن نستقبل, ولسنا بعيدين عن هذا العالم, فالكثير من البلدان وضعت أسسا للمصالحة الوطنية, والمصالحة كما قلت هي محور من محاور العدالة الانتقالية والعدالة الانتقالية هي المطلوبة بالنسبة للشعب اليمني حالياً, لأنها تبدأ بالكشف عن الحقيقة وبالمحاسبة .. المحاسبة التي تقوم على أساس تصفية الحسابات ا و بهدف الاقتصاص من كل من ارتكب جرائم في حق هذا الشعب ولكن بالإشهار والعفو وقانون العدالة الانتقالية يقوم على مرتكزات جبر الضرر وعلى مرتكزات أساسية وهي إرساء دعائم النظام والقانون وبناء دولة المؤسسات .. هذه المرحلة ستكون من مخرجات المؤتمر الوطني العام الذي سيكون الختام لعمل فريق المصالحة والذي سيقوم على قاعدة التعايش السلمي والسلام الأهلي .. هذا إذا توافقنا عليه, لأن اليمن بحاجة إلى ميثاق للتعايش السلمي, والتعايش السلمي يعني التعايش بين كل الأحزاب والمذاهب والأديان ونحن ندين كلنا بالدين الإسلامي .. التعايش السلمي هو قاعدة سنها الرسول صل الله عليه وعلى آله وسلم في المدينة المنورة حيث تعايش كل أبناء المدينة من أجل الدفاع عن المدينة, ونحن نقصد بالتعايش السلمي هو أن تكون هناك قاعدة ونحن كنا قد بدأنا بهذا خلال مؤتمر الحكماء, وقد كنت رئيسا للجنة التحضيرية لذلك المؤتمر ولكن لم يكتب له الخروج بنتائج إيجابية باتجاه تأسيس مجلس للحكماء كما كان موجودا في السابق مجلس للنبلاء في اليمن أو الموجود الآن في الدول الأوروبية أو الدول المتقدمة والمتحضرة, هذا المجلس الشبيه له عندنا مجلس الشورى, لكن هذا مجلس الحكماء الذي كنا نسعى اليه هو أن يكون ممثلا لكافة المحافظات ومنتخبا نوعاً ما ولكن ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ), ربما أن يكون القادم أفضل وإذا ما تم التواصل والحوار والوصول إلى عقد المؤتمر الوطني العام ستكون له مخرجات عظيمة وبحجم هذا المؤتمر وبحجم اليمن لا بد من إقرار وثيقة السلام الأهلي وهذا السلام الأهلي يعني بناء مفاهيم بناء دولة اليمن الحديثة الديمقراطية .. نحن اليوم في مرحلة تثبيت الأمن والاستقرار وفي مرحلة التخلص من الغزو والاحتلال والعدوان، فاليوم الحمدلله امتلكنا أسلحة توازن الردع وامتلكنا المنطق وحق السيادة على هذا الوطن وحق تحقيق استقلاله والحفاظ على وحدته, مستمدين شرعيتنا من هذا الشعب ومن التضحيات الجسام التي قدمها أبناء هذا الشعب.
ـ أين جنوب الوطن وما يحدث فيه من اهتمام فريق المصالحة ؟
الجنوب ممثل في فريق المصالحة, ونحن على تواصل مع الكثير من القيادات الوطنية في الجنوب ولولا الحواجز المزروعة من قبل دول العدوان لأتت الكثير من القيادات الجنوبية من مختلف بقاع الأرض ومن داخل الجنوب نفسه, فالتواصل موجود والإيمان بالحفاظ على الوحدة اليمنية موجود والناس بدأوا الآن يعرفون أن ثقافة الكراهية والفرقة والانفصال والتمييز زرعت بمبالغ مالية من أجل أن يقسموا اليمن ويجزئوه كي يسهل لدول العدوان السيطرة عليه .. الآن الجنوبي يفهم هذا والشمالي يفهم هذا وكلنا نعرف ذلك, ولكن كيف يمكن أن نمد أيدينا إلى أيدي بعض وكيف يمكن أن نمد جسور الثقة بين هذا وذاك حتى نمضي معاً في جسر واحد وهو الوحدة اليمنية والنهضة وبناء اليمن الحديث.
وأين الأحزاب السياسية مما يحدث الآن ؟ سألت اللواء القهالي فقال :
هناك قيادات من الأحزاب ارتمت في أحضان العدوان بشكل مبتذل وربطت مصيرها بدول الغزو والاحتلال, لكن الأحزاب ما زلنا على تواصل مع الكثير من قياداتها وأنا واثق بأن المسألة مسألة وقت ونحن بحاجة إلى المرونة مع الجميع ولسنا بحاجة إلى القسوة، نحن بحاجة إلى أن نفهم بعضنا البعض وقبول الآخر .. نحن بحاجة إلى المزيد من الوقت لكي يتسنى لنا في فريق المصالحة المزيد من التواصل وبث الوعي لكل أبناء هذا الوطن برغم ظروفنا الحالية فليس لدى الفريق إذاعة ولا وسائل اعلام, لكن نحن نتمنى أن يكون لدينا في المستقبل برنامج اذاعي أسبوعي يتحدث عن المصالحة ويكون لدينا اعلام مرتب لفريق المصالحة.
ـ تحدثتم عن مؤتمر وطني عام هل ذلك ممكن ؟ ومتى؟
نحن نسعى إلى هذا لأن هذا ليس قرارا من قراراتنا، كما انه لم يكن مقرا في أدبيات فريق المصالح لكنه أمنية شخصية بالنسبة لي أتمنى أن يتحقق.
ـ ما الذي يتوقعه اللواء مجاهد القهالي خلال العام 2020م بالنسبة للعدوان هل سيتوقف أم أنه دخل مرحلة جديدة؟
هذا يعتمد بشكل أساسي على الوعي لدى أبناء الشعب وبالذات أبناء المحافظات الملتهبة، ويعتمد على مرونة القيادة السياسية هنا في صنعاء بالرغم من أني واثق وعلى تواصل مع القيادة السياسية والقيادة الثورية أنها مستوعبة وفاهمة وصدرها واسع لكل أبناء اليمن, وأملنا كبير في أن نكثف الحوارات والتواصل مع الكثير من إخواننا باتجاه تحقيق الحوار اليمني ـ اليمني وطرد الغزاة والمحتلين من مأرب ومما تبقى من جيوب في الجوف, فهذا نصف الطريق ويبقى نصف الطريق الآخر المخا وباب المندب وعدن, فإذا تم تطهير هذه المناطق من الغزاة والمحتلين فالكثير من المناطق الأخرى ستنتفض على الغازي وعلى المحتل وسوف يتم تضافر كل الجهود باتجاه الوصول جميعاً إلى صيغة مشتركة تحقق أهداف وطموحات هذا الشعب, فليست المسألة مسألة توقعات وإنما مسألة حسابات, فإذا ما أتقنا ـ نحن القوى الوطنية الموجودة في صنعاء ـ ماذا يفكر العدو وماهي حقيقة أهدافه ونفس الشيء إخواننا ورفاقنا في الطرف الآخر إذا استوعبوا ماذا يريد منهم السعودي والإماراتي وهم في الأخير مجرد مأجورين فهذا سيوفر علينا الكثير من العناء والجهد وستتظافر جهودنا ونقرر مصيرنا بأنفسنا في القريب العاجل.
وأخيرا سألت اللواء القهالي عن مشايخ القبائل الذين هم في الخارج ومع العدوان فقال:
المشايخ الكبار ليس كلهم مع العدوان وأنا لا أتهم كل من هو في الخارج بأنه مع العدوان, وأعرف الكثير من المشايخ موجودين في الخارج لظروف تمنعهم من الوصول إلى الداخل ولو كانت المطارات مفتوحة وآمنة فلن يتوقف أحد عن العودة، والموجودون مع دول العدوان هم بعدد الأصابع أما البقية فليسوا معهم، والكثير من المشايخ لديهم وعي وخبرة وتجربة بماذا تفكر فيه دول العدوان وهم ضد هذا, وأنا أؤكد أن الكثير من أبناء الوطن الشرفاء الموجودين في الخارج سيعودون إلى الوطن وقريباً إذا ما تم إزالة العوائق التي تقف حجر عثرة أمام عودتهم.